زكي العريفي

إن ما نراه من تقدم ملحوظ في شتى المجالات لهو وسام فخر وذخر لقادم هذا الوطن الغالي.

عندما اطلعت على مدى الاستعداد وكم الإنجاز لمعرض الرياض الدولي للسفر والسياحة في نسخته الـ11 كخبير سفر لم أبق ولم أذر بلدا في العالم إلا وزرته، أو مررت به مرور المكتشف الشغوف لثقافة الآخرين وقصص السالكين، ففتئت أبحث وأستذكر معارض السفر في العالم ليتضح لي بدون مبالغة (فلغة الأرقام لا تخطئ)، أن الرياض بمعرضها المزمع إقامته هذه الأيام تفوقت على العديد من العواصم العالمية، ومن خلال 300 عارض والعديد من الوجهات السياحية التي بلغت 50 وجهة مع مشاركة 15 شركة طيران وجوائز تجاوزت الألف جائزة، ما بين رحلات مجانية لوجهات عالمية، وهدايا عينية مميزة، وحجوزات فنادق ويخوت وكروزات، ليصبح معرض الرياض الأول عالميا بعدد الهدايا والجوائز المقدمة للزائرين بواقع جائزة لكل 20 زائرا، متفوقة بذلك على معرض باريس الذي منح جائزة لكل 40 زائرا، وفرانكفورت بجائزة لكل 52 زائرا، ومدريد التي أعطت جائزة لكل 84 زائرا، مما حدا بي لمزيد من البحث والتحري عن السبب وراء هذا التفوق الواضح والإبداع الحقيقي في النشر والتسويق، لأكتشف أن وطننا الغالي أدار بوصلة التطور والتطوير لنواتج الاقتصاد ومكامن المرجحات لدفة الإنتاج المليء بالمنجزات، بعيدا عن التنظير والتشخيص الذي لا طائل منه إلا مزيدا من ضياع الوقت والجهد. وما كان اختيار نخبة من الخبراء في السفر والسياحة (مجموعة رفاق السفر) إلا نظرة متقن واختيار خبير، لعلمهم بمكامن القوة وأساليب الجذب بلا منافس، وقديما قيل -أعط الخبز خبازه- فجعل هؤلاء المتخصصين في السفر والسياحة شريكا وراعيا لمعرض الرياض ساعد على توجيه الأنظار لهذا المعرض ليتميز المعروض بروعة العروض كوجهة واحدة لكل من يبحث عن الاستمتاع برحلته القادمة، ليجوب العالم بأقل التكاليف، بل ربما بلا تكاليف، فمن يدري ربما كان هو الواحد من العشرين زائرا. هنا رجعت بي الذاكرة لكلام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال (يسرني أن أقدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل)، وهو ما نراه اليوم.



المصدر

https://www.alwatan.com.sa/article/403586